#شعر | خالد الدلوم: مثل الأحلام

الأدب الشعبي

الآن 3105 مشاهدات 0


"دقات قلب المرء قائلةٌ له
إن  الحياة  دقائقٌ  وثوانِ"

قالها أمير الشعراء أحمد شوقي في رثاء الزعيم الوطني مصطفى كامل باشا منذ أكثر من مئة عام،
ومايزال الشعراء من بعده يلامسون هذا المعنى ، أن قطار الحياة- العمر يمرُّ سريعاً حتى الوصول إلى المحطة الأخيرة دون أن يشعر الراكب بسرعة مرورالزمن،

إلا أن لكل شاعر سواء في الفصحى أو العامية لغته المستقلة في التعبير عن هذا المآل الحتمي "أطال الله أعماركم" ،وأسلوبه المنبثق من انطباعه الذاتي تجاه هذه الحقيقة الأزلية .

وفي هذه القصيدة العامية المتوهجةوواسعة الانتشار يبدع الشاعر خالد مرزوق الدلوم في تجلية هذا القدر المستمر بصيغة رؤيوية  حية ونسق تعبيريٍّ جاذب وبأسلوب السهل الممتنع ، وزاد عليه إظهار مشاهداته من واقع الناس:

نطوي مع الأيام عـام ٍ ورا عـام
‏ وتمر ساعات الفـرح فـي دقايـق
‏أيام راحت بالعمر مثـل الأحـلام
‏  يوم ٍ بهـا  زعـلان  وأيـام  رايـق
‏درست من دنياي وأتعبت الأقـدام
‏ وبدلت عن بعض الطرايق طرايـق
‏وكفخت بأفكاري كما الطير لا حام
‏  وما عاقني عن ماكـر العـز عايـق
‏يا صاحبي خذني معك سيف وحزام
‏  وياك في وقت الرخـا والضوايـق
‏وترى البشر يا خوك منْقسمه أقسام
‏  بين الردي والطيب شفت الحقايـق
‏لقيت من صلى وزكى ومن صـام
‏  ولقيت من هو لأقرب النـاس بايـق
‏ولقيت  من قلبه  حقـود  ٍ ونمـام
‏  ولقيت من قلبـه يعـز  الرفايـق
‏ولقيت من يبني الأمل فوق الأوهام
‏  واللي يموت ولا يِعَرْف الاالعوايـق
‏ولقيت من يملك بساتيـن وأنعـام
‏  واللي من الحاجة ينـام  ْمتضايـق
‏الله خلق هالخلق سـادة وخـدام
‏  ذي دبـرة الرحمـن رب الخلايـق
‏وآخرْك يابن آدم ترى قطعة الخـام
‏  أمـرٍ  أكيـد  وما يبيلـه  وثايـق
‏يالله عسى ما أكون قطاع الأرحـام
‏ وعساي من عقب القبر في حدايـق
‏جاك الكلام وخذ معه بصمة إبهـام
‏  إن العمـر  كلـه  مجـرد  دقايق

تعليقات

اكتب تعليقك